الفرق بين الحلم والرؤيا لابن سيرين، الذي تمكن من إيضاح الفروقات بينهما بشكل بسيط للغاية، كما تمكن عدد من علماء الدين وعلماء التفسير من وضع تعريفات محددة لتلك المفاهيم التي يختلط مفهومها في أذهان الكثيرين، ويوضح الحلم في الواقع ما يواجهه الإنسان في الحياة لكن يأتيه ذلك على هيئة رموز ودلالات، ومن خلال موقع الوفاق-wordpress-1472659-5569639.cloudwaysapps.com نتعرف أكثر على الفرق بين الرؤيا والحلم.

الفرق بين الحلم والرؤيا

يتساءل البعض عن الفرق بين الحلم والرؤيا ووقتها، وقد استطاع عدد من العلماء الإجابة على ذلك التساؤل بشكل دقيق، حيث أن الحلم يتم نسيانه مباشرةً بعد الاستيقاظ، على خلاف الرؤيا، بالإضافة إلى:[مرجع 1]

اختلاف التفسيرات المرتبطة بالفرق بين الرؤيا والحلم، حيث تشير الرؤيا إلى ما سوف يناله الحالم من خيرات كثيرة في الحياة الواقعية.
الحلم يبرز ما سوف يلاقيه صاحب الحلم من شرور ومشاكل وعقبات كثيرة.
وفق رأي ابن أثير نجده يقول: “الرؤيا والحُلْم عبارة عما يراه النائم في نومه من الأشياء، لكن غلبت الرؤيا على ما يراه من الخير والشيء الحسن، وغلب الحُلْم على ما يراه من الشر والقبيح”.
يندرج تحت الأحلام كذلك أضغاث الأحلام، التي تسبب الحزن والهم لمن يراها في منامه.
الفرق بين الحلم والرؤيا مأخوذ من النصوص الشرعية، حيث قال النبي ﷺ: “الرؤيا الصالحةُ من اللهِ، والحلمُ من الشيطانِ، فإذا رأى أحدُكم ما يكرهُ فلينفثْ عن يسارِه ثلاثًا، وليتعوَّذْ باللهِ من شرِّ ما رأى ومن الشيطانِ، ثم ينقلبْ على جنبِه الآخرِ، فإنها لا تضرُّه”.

اقرأ أيضًا: تفسير الأحلام الشامل بالحروف

الرؤى والأحلام

الرؤيا بشكل عام تحمل تنبيه وتحذير للمرء، فهي تبرز له ما يعيش فيه من غفلة وضلال ومعاصي، وفيما يلي تتضح أكثر الاختلافات بين الأحلام والرؤى:

تبين الرؤيا سوء الخاتمة التي سوف يواجهها الجاهل الغافل العاصي، وبالتحديد في حال استمراره في الضلال والغفلة والبعد عن طريق الصواب.
الرؤيا تأتي للإنسان بفضل ورحمة من الله، فهي تحمل له دلالات ورموز عليه أن ينتبه لها، وينبه الآخرين من حوله لها.
الفرق بين الحلم والرؤيا بيّن أن الحلم يصيب به الشيطان الإنسان بالحزن والغم، وعليه ألا يأخذ ما يراه في أحلامه على محمل الجد واليقين، بل عليه الاستعاذة بالله والسير على طريق الصواب.
ينبغي أخذ الرؤيا على محمل الجد، فهي تحمل تحذيرات وإشارات من مكائد متوقعة، أو تحمل شراً لصاحب الحلم أو لأحد الأشخاص.
الرؤيا في حال تم الإبلاغ بها كما هي، دون تحريف أو عدوان على أحد، أدت مرادها المطلوب بشكل صحيح، فهي في حال كانت تحمل تحذيراً؛ لن تضر صاحبها إن وضعها بعين الاعتبار وأخذها على محمل الجد.

اقرأ أيضًا: هل الأحلام تتحقق

دلالة الرؤيا الصادقة

رؤية المؤمن الصالح رؤيا صادقة يحمل له رموز خير ودلالات بشرى كبيرة، وبها يمن الله بكرمه على عبده الصالح، وينبغي آنذاك أن يشكر ربه على تلك النعمة، ويزداد تعلقاً بربه:

وردت رؤيا صادقة في قصة نبي الله يوسف، وقد ذكرت الرؤيا في سورة يوسف، حيث يقول الحق سبحانه: “إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ”.
كانت رؤيا يوسف صادقة حق الصدق، وبعد مرور سنوات طوال أصبح يوسف عزيز مصر، وسجد إخوته له بعدما نال مكانته العظيمة في مصر.
يأتي ضمن الرؤى الصادقة التي يوحي الله بها لعباده من الأنبياء والمرسلين، قصة نبي الله إبراهيم- عليه السلام- حيث رأى أنه يذبح ابنه إسماعيل فى المنام.
تأكدت رسالة الخالق ورؤيا إبراهيم عبر ورودها في آيات القرآن، حيث يقول الحق سبحانه: “فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ”.
بذلك؛ تأتي الرؤيا بإشارات هامة للغاية، يتحتم على العبد الصالح الإنتباه لها وعدم الغفلة عنها، حتى ينال الخير من بارئه ويحيا في سعادة وخير الدنيا والآخرة.

اقرأ أيضًا: أضغاث الأحلام

الحلم والرؤيا وحديث النفس

الرؤيا والحلم وحديث النفس من المصطلحات التي يختلط على البعض معرفة ما تشير إليه، وقد اجتهد بعض مفسري الأحلام في وضع تفسيرات واضحة لها:

الرؤيا: ما يراه الحالم من خير وأمر محبوب، ويتوجب على صاحبه إخبار غيره بها ممن يحبهم فقط، وشكر الله وحمده عليها.
الحلم: يشير إلى القبح والشر الذي يراه الحالم في منامه، وينبغي التعوذ منه، كما ينبغي ألا يخبر به أي شخص.
حديث النفس: ترمز إلى الأحداث والمخاوف التي تبث الخوف في نفس المرء، وحديث النفس يحتم على الإنسان الأخذ بالأسباب واتباع طريق الحق للنجاح والفوز في الحياة الدنيا.

علامات تكشف زيف الأحلام وتفرق بين الرؤى والأضغاث

تبدو الفروقات بين الحلم والرؤيا واضغاث الاحلام، من خلال دلالات وعلامات على من أخبر بها، وهي علامات تساعد الناس على أخذ الرؤيا على محمل الجد أو تركها وعدم الانتباه لها، ومنهم:

الأنبياء: تكون رؤياهم صادقة.
الصالحين: أغلب رؤياهم صادقة.
المستورون من المسلمين: يستوي عندهم الصدق واضغاث الأحلام.
الفاسقون: يقل الصدق في رؤيتهم.
الكفار: يقل عندهم الصدق في رؤيتهم.

أشرنا إلى الفرق بين الحلم والرؤيا وحديث النفس، وعرفنا آراء علماء تفسير الأحلام في الفروقات بينهما، ومتى ستكون الرؤيا محمودة وصحيحة؟ ومتى يكون الحلم من الأمور التي تحمل الشر والغم لمن يراه؟

الفرق بين الحلم والرؤيا: كيف تفرق بينهما؟