الفرق بين البلاء والابتلاء: تعرف على الحكمة من هذه المصطلحات!

الفرق بين البلاء والابتلاء

الفرق بين البلاء والابتلاء وفق آراء عدد كبير من علماء الدين، والفروقات الجوهرية بين أنواع البلاء، الذي يعد بمثابة الاختبار الدنيوي الذي يضع فيه رب العباد عباده الصالحين، حتى يختبر قوة إيمانهم ويقينهم بقدرة الله ورحمته، والابتلاء ليس مذموماً في المطلق، كما أنه ليس محموداً عند بعض الأشخاص، ومن خلال موقع الوفاق-wordpress-1472659-5569639.cloudwaysapps.com نتعرف على الاختلافات بين البلاء والابتلاء بدقة.

الفرق بين البلاء والابتلاء

لا يتمكن عدد كبير من الأشخاص من معرفة الفرق بين البلاء والابتلاء، وما يرتبط بهما من أمور جوهرية وحيوية، ويأتي تعريف البلاء والابتلاء في القرآن كما يلي:[مرجع 1]

  • ترتبط التفرقة بين البلاء والابتلاء في القرآن، بإدراك ما هي أدق التعريفات والمفاهيم التي توضح الفروقات بينهما.
  • يأتي البلاء نتيجة كثرة ذنوب العبد وانشغاله وابتعاده عما أمر الله به، لذا يبلوه ربه بأحداث وأشياء تجعله يعود إلى رشده وصوابه طالباً العفو والرضا.
  • بعدما يناجي العبد ربه ويدعوه حتى يزيح عنه البلاء، يقوم الحق- تبارك وتعالى- بإنزال رحمته على العبد، ومن ثم رفع البلاء عنه.
  • يكون البلاء على ذلك في السراء والضراء والخير والشر، لكنه بشكل عام لا يكون للمسلم فقط، بل إنه يصيب الآخرين من غير المسلمين.
  • يأتي الفرق بين البلاء والابتلاء متمثلاً في أن البلاء من مسببات كثرة الدعاء والاستغفار وهما من الأمور التي ترفع البلاء، كما ينجم عن البلاء دوماً عودة العبد إلى ربه.
  • يأتي ضمن صور البلاء: بلاء بعض الدول والأمم بالنقم، وبلاء أمم أُخر بالنعم والخير الكثير.

اقرأ أيضًا: الفرق بين المذاهب الأربعة

أنواع البلاء

بالرغم من أن كلمة البلاء شاملة المعاني والدلالات، إلا أن البلاء ينقسم إلى أقسام شتى تختلف باختلاف ذنوب ومعاصي العباد، ومن أنواع البلاء:

  • يتضمن البلاء الابتلاء بالفتن والحروب والخلافات، بالإضافة إلى الابتلاء بحمل المسؤوليات الكبيرة.
  • يشتمل البلاء على البدع والضلالات والفرقة، بالإضافة إلى الفجور وكثرة الشهوات وهما من أعظم أنواع البلاء.
  • يأتي ضمن أنواع البلاء انتشار الفساد والفتن، بجانب الابتلاء بالسراء والضراء.
  • الفرق بين البلاء والابتلاء يظهر من إشارة الخالق سبحانه إلى أن البلاء لا يقتصر على المرض أو الفقر أو ما يشابه ذلك، حيث يقول سبحانه في سورة الأنبياء: ” وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ”.

الابتلاء في السنة النبوية

الابتلاء في السنة النبوية 

يشير الابتلاء إلى ميزة هامة يميز بها الله عباده الصالحين، فهي دلالة من دلالات محبة الله لعبده، فقط روى ابن مسعود وعدد من الصحابة رضي الله عنهم، أنَّ النبي ﷺ قال: “إِذا أحَبَّ الله عبدًا ابتلاهُ لِيَسْمَعَ تضرُّعَهُ”.

جاء في رواية أخرى عن الابتلاء وفق ما أخرجه الإمام الترمذي في سننه، عن أنسِ بن مالك رضي الله عنه أنَّ رسول الله ﷺ قال: «إنَّ عِظَمَ الجزاء مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَنْ رضي فله الرضا، ومَن سخط فله السَّخَطُ».

اقرأ أيضًا: الفرق بين الاستنجاء والاستجمار

الفرق بين ابتلاء الرضا وابتلاء الغضب

يعتبر الابتلاء أقل شمولية من البلاء فهو مختص فقط بالمسلمين وعباد الله الصالحين، فهو يصيب من يصيب منهم بهدف الاختبار، حيث:

  • يعد الابتلاء من الاختبارات التي يرفع الله بها درجات العباد الصالحين، ويغفر لهم بها السيئات.
  • يأتي الابتلاء للعبد الطائع بشكل خاص، حتى يتدارك نفسه ويعود إلى الدرب الصحيح، ويستغفر ربه على تقصيره وخطأه.
  • الابتلاء بشكل عام هو محنة ومنحة كذلك، فهو يرفع درجات إيمان المؤمن، ويبعد الضالين عن الطريق المستقيم بسبب تقصيرهم وغفلتهم.
  • يتيح الابتلاء قياس مقدار تحمل المرء وصبره على الاختبار، كما أنه وسيلة من وسائل شكر الله على جميع نعمه.

متى يعرف العبد أن هذا الابتلاء امتحان أو عذاب؟

يدرك المسلم الصالح متى يكون الابتلاء امتحاناً ومتى يكون عذاباً، فهو يعلم حق اليقين أن الابتلاء من أقدار الله تعالى، وأنه يحمل ضمنياً رسائل الرحمة واللطف من رب العالمين، كما يحمل المحن التي تتضمن المنح.

يصيب الإنسان على الدوام الابتلاءات المتكررة، لكنه يعلم علم اليقين أنها ترفعه درجةً عند ربه، وتزيد من ثوابه في الدنيا والآخرة، كما أنها تمنع عنه العقاب، حتى الإبرة التي تصيبه؛ يمحو الله بها عنه ذنباً صغيراً كان أم كبيراً.

يشير حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن الابتلاء إلى الفرق بين ابتلاء العذاب والابتلاء بهدف الاختبار، حيث قالت: قال النبي ﷺ: “مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً”.

اقرأ أيضًا: أنواع الصبر

ما هو ثواب الصبر على الابتلاء؟

أوضح رد الشيخ الشعراوي ثواب وأجر الصبر على الابتلاء بدقة كبيرة، حيث أشار فضيلته أن جزاء الصبر على الابتلاء عند الصدمة الأولى، ليس له مقدار أو مثيل، ولا يتمكن الإنسان من تخيله وإدراكه بعقله البسيط.

تحدث الإمام الشعراوي عن تفسير الحديث القدسي: الذي يقول فيه الحق سبحانه وتعالى: ” ابنَ آدمَ إن صبرتَ واحتسبتَ عندَ الصَّدمةِ الأولى لم أرضَ لَك ثوابًا دونَ الجنَّةِ”.

أوضح فضيلة الشيخ قول الحق تعالى في سورة الأنبياء: “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ”، من خلال تفسيره معنى كلمة (نبلو) التي تبرز أن الابتلاء ما هو إلا اختبار، وأن الابتلاء ليس مذموماً، بل المذموم هو الغاية والنتيجة من هذا الابتلاء.

تعرفنا على الفرق بين البلاء والابتلاء وجزاء كل منهما، كما أوضحنا الأنواع المتعددة للبلاء والتي تبرز بدقة معنى الكلمة، وأشرنا كذلك إلى أهمية الابتلاءات في حياة عباد الله الصالحين، وجزاءهم الذين ينالوه من رب العالمين على الصبر عليها.


الأسئلة الشائعة

" (أشد الناس بلاءً الأنبياء) لأن الله سبحانه وتعالى ابتلاهم بالنبوة، وابتلاهم بالدعوة إلى الله

علامة الابتلاء لارتفاع الدرجات: وجود الرضا والموافقة، وطمأنينة النفس، والسكون للأقدار حتى تنكشف.

من أشد أنواع الابتلاء: الابتلاء بالأهل


المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *