نيويورك تايمز: حصار إسرائيل الكامل على غزة أدى إلى أوضاع كارثية
رصدت صحيفة “نيويورك تايمز” التأثير الواسع لحالة الحصار الإسرائيلي الكامل الذي يُفرض على قطاع غزة منذ ما يقارب الشهرين، حيث أوردت تقارير عن الظروف المأساوية التي أدى إليها هذا الحصار. وأفادت الصحيفة بأن أكثر من 60 يومًا قد مرت منذ توقف إسرائيل بالكامل عن دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وباتت تُفتقد القطاع للغذاء والوقود والدواء. ومع استمرار فرض إسرائيل للحصار الكامل، زادت شكوك الأطباء حول إمكانية العثور على علاج يُنقذ حياة المرضى. وبالفعل، بات بعض المرضى بحاجة إلى الدواء يتجهون إلى المدير العام لوزارة الصحة في غزة للسؤال عن العلاجات، خاصة مرضى القلب والفشل الكلوي، ولكنهم يجدون نفسهم بلا جواب، مما يؤدي في معظم الحالات إلى وفاتهم.
وتصر إسرائيل على أنها لن ترفع الحصار حتى يتم الإفراج عن الأسرى المتبقين لدى حماس، مُجادلة بأن فرض الحصار يأتي في إطار القانون. لكن منظمات الإغاثة الإنسانية الأوروبية اتهمت إسرائيل بتسيير هذا الحصار كأداة إنسانية، محذرة من أن فرض الحصار الكامل يتعارض مع القوانين الدولية. وأوضحت “نيويورك تايمز” أن شدة الحصار أدت إلى تأثير شبه كامل على حياة نحو مليوني شخص محاصرين داخل القطاع، وأنه شكّل تفاقمًا لمعاناة شعب يعيش منذ عقدين تحت حصار جزئي منذ عام 2007.
ومع نقص إمدادات المياه النظيفة والغذاء والدواء، تتزايد الأمراض والإصابات التي يُمكن الوقاية منها، مما يزيد من احتمالات الوفاة بسببها، كما أكد الأطباء. وفي ظل هذه الظروف القاسية، تُطلق منظمات الإغاثة نداءات تحذيرية، محذرة من اقتراب انهيار الدعم الإنساني المقدم لسكان غزة. واعتبر توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، أن السلطات الإسرائيلية ومن يملكون القدرة على التأثير عليها يجب على رفع هذا الحصار البشع، معبرًا عن أسفه لعدم قدرة المجتمع الدولي على وقف هذه المظلمة.
ورأت الصحيفة أن نظام الرصد الغذائي المدعوم من الأمم المتحدة بدأ في استعراض حديث لتحديد إذا كانت الظروف في غزة تستدعي تصنيفها على أنها مجاعة، حيث أشارت الأمم المتحدة إلى أن 91% من السكان المحللين – يُقدر بنحو مليوني نسمة – يُعانون من “نقص الأمن الغذائي”، وأن مُعظمهم ما زالوا على مستويات “الطوارئ” أو “الكارثة”. وعلى إثر ذلك، تم تداول مقاطع فيديو تُظهر أطفالًا يعانون من الهزال بسبب السوء التغذوي الذي أثر بشكل كارثي على النظام الصحي بأكمله، حيث يعجز ضحايا الحروق الناتجة عن القصف الإسرائيلي عن الحصول على الغذاء الكافي لتماثلهم للشفاء من عمليات ترقيع الجلد.
استنتاجات:
1. الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية هناك، مما يهدد حياة السكان.
2. نقص المواد الغذائية والدوائية يزيد من انتشار الأمراض وتدهور الوضع الصحي بشكل عام.
3. المنظمات الإنسانية تحذر من اقتراب انهيار الدعم الإنساني لسكان غزة.
أسئلة تفاعلية:
1. هل تعتقد أن هناك حلول فورية وفعالة للأزمة الإنسانية في غزة؟
2. كيف يمكن للحكومات التعاون مع منظمات الإغاثة والأمم المتحدة للتخفيف من وطأة الحصار؟
3.
وتختم الصحيفة تقريرها بالتأكيد على أن الوضع في قطاع غزة يتطلب تدخلًا عاجلاً وفوريًا من المجتمع الدولي لإنهاء الحصار الذي يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل لا يمكن تحمله. ورغم محاولات إسرائيل في تبرير حصاره بسبب الأمن، إلا أن هذا لا يبرر المعاناة الهائلة التي يتعرض لها مدنيو غ