يا رب وكلتك أمري هو أحد الأدعية المشهورة التي تتردد على لسان كل مسلم، لا سيّما إن واجهته ظروف صعبة لا يستطيع مواجهتها تمامًا، حينها يستودع الله نفسه وأموره كلها، ويتوكل على الله حتى يُخرجه مما وقع فيه، مع اليقين بأنه قادر على ذلك مهما بلغت صعوبة الأمر، ومن خلال موقع الوفاق نعرف المزيد من التفاصيل عن هذا الدعاء وحكمه وفضله.

يا رب وكلتك أمري

يتمثل دعاء يا رب وكلتك أمري الذي شاع بين الكثير من المسلمين في:
“اللهم إني وكلتك أمري فأنت خير وكيل، ودبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير، سبحان الذي لا تطيب الدنيا إلا بذكره ولا تطيب الآخرة إلا بعفوه، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم”.
اقرأ أيضًا: عبارات تهنئة مولود | أجمل عبارات تهنئة بقدوم مولودة جديدة

حُكم الدعاء يا رب وكلتك أمري

اتفق أهل العلم والحِكمة أن دعاء يا رب وكلتك أمري لا يحمل بين طياته أي شيء يخالف العقيدة الإسلامية أو الشرع، لذا فإن لا حرج من ترديده والاستعانة به عند الوقوع في ضيق أو شدة، لكن رُغم ذلك يُفضل الاستعانة بالأدعية المأثورة من القرآن الكريم، والسُنة النبوية الشريفة.

أدعية التوكل على الله مستجابة

التوكل على الله هو تفويض كافة الأمور له ثقةً بحُسن تدبيره وقدرته العظيمة التي فاقت كل شيء، والاعتماد عليه في استجابة المصالح وإبعاد الضرر في الدنيا والآخرة، ويُمكن للعبد إخبار ربه أنه متوكل عليه وطلب العون منه بأكثر من طريقة للدعاء، من أبرزها:

الله لا إله إلا أنت لا يغلب قوتك أحدًا، توكلت عليك وأنا أعلم أنك القهار الذي لا يقهره أحد، اللهم ارحم ضعفي وقلة حيلتي ودبر لي أموري أحسن تدبير.
اللهم اقبل دعائي واغفر لي ذنوبي التي تقف حائلًا بيني وبين الاستجابة، فإني توكلت على الحي الذي لا يموت، والذي بيده ملكوت كل شيء، اللهم إني أستعين بك وأتوكل عليك فسهّل لي كل صعب، وارزقني من الخير الوفير.

فضل التوكل على الله

إنّ الصدق في التوكل على الله من أعظم العبادات التي يُمكن أن تقرّب المسلم من ربه، وهو أعظم أجر وفضيلة يُمكن الحصول عليه من وراء التوكل على الرب، لكنها ليست الوحيدة، إذ يستفيد المرء من فضائل عديدة نتيجة توكله على الله، وهي:

زوال الهموم وتفريج الحزن: عندما يتوكل المسلم على ربه يخف ثقل الهم الذي يشعر به وكأنه فوق قلبه، مما يُزيد من راحته ويُقلل من حزنه.
إظهار الإيمان بالله: إنّ التوكل على الله علامة من علامات إيمان المسلم، أما المنافق الكاذب فلا يتوكل على الرب، بل يتوكل على نفسه وغيره من البشر ومخلوقات الله.
حب الله للعبد المتوكل: جدير بالمعرفة أن الله يحب المتوكلين عليه، وإذا أحبّ عبدًا لا يعذبه في النار، ويلقي محبته في قلوب العباد من حوله، واستجاب دعاؤه وأعطاه من كرمه، وهو ما يضمن للمتوكل خير الجزاء في الدنيا والآخرة.
بث العزة في النفس: من رحمة الله بعباده أن جعل بينه وبين العبد وسيلة ليدعوه ويتوسل إليه، لذا فإن ضعفه لا يظهر إلا لله عز وجل، مما يُزيد من عزة نفسه، لا سيّما أن الله لا يضيع من لجأ إليه واستعان به.
إذهاب التشاؤم عن النفس: إن التوكل على الله يبث الأمل في نفس المسلم المتوكل، حيث يُبعد تفكيره عن الأحداث السيئة التي قد تقابله مستقبلًا.
الوقاية من الشيطان: ورد في كتاب القرآن الكريم في الآية 99 من سورة النحل ما يُشير إلى أن التوكل على الله يحمي المسلم من تسلط الشيطان عليه وتحكمه فيه، وهو ما يضمن له جزء كبير من البعد عن المعاصي والذنوب، والفوز العظيم في الآخرة.
قضاء الديون: كثيرًا ما يقع المسلم في كرب ودين لا يستطيع سدّه، فلا يجد غير الله ملجأ له ليستعين به، وإن توكل عليه فإن الله لا يخذله أبدًا، ويسد دينه حتى ولو كان الأمر صعبًا.
سعة الرزق: حثنا الإسلام على التوكل على الله والأخذ بالأسباب، وأن يكون المسلم مستعين بالله في كل أمور حياته، وإذا فعل هذا بصدق حقيقي، وعلم أن الله هو من بيده العطاء والمنع، لأعطاه الله رزقه كما يعطي الطائر الذي يبدأ نهاره جائعًا ويأتي في آخر النهار إلى بيته ممتلئ البطن.

عندما يقول العبد يا رب وكلتك أمري فهو يعني أنه يملك اليقين الحازم بقدرة الله، وأن كل شيء بيده وحده لا شريك له، ولا يُمكن أن يحصل على أي شيء يريده إلا بإرادته عز وجل.

يا رب وكلتك أمري .. “اللهم إنى وكلتك أمرى فكن لى خير وكيل”