الفرق بين العفو والمغفرة | تعرف على المعنى البلاغي واللغوي وتفسير العلماء

الفرق بين العفو والمغفرة

يختلف الفرق بين العفو والمغفرة من حيث المعنى اللغوي والاصطلاحي والنواحي البلاغية التي فسرها العلماء والتي استنبطوا منها الفروق المعنوية والبلاغية وتفسير دلالتها في القرآن.

الفرق بين العفو والمغفرة

جاء القرآن الكريم ذاكرا محو الذنوب في بعض الآيات بالعفو وبعضها بالمغفرة، ولذلك فإن الفرق بين العفو والمغفرة هو:

1. معنى المغفرة لغة واصطلاحاً

  • المعنى الاصطلاحي والبلاغي دائما يكون مأخوذ من المعنى اللغوي، ويختلف المعنى اللغوي للعفو عن معنى المغفرة.
  • المغفرة في اللغة العربية هي مصدر للفعل غفر، وتعني الستر والتغطية، ومنه جاء لفظ المبالغة الغفار والغفور الذين هما من صفات الله.
  • معنى مغفرة الله اصطلاحا تدل على ستر الله للذنب وتجاوزه عن العبد.
  • قال ابن منظور أن الستر يكون مشتملا للتجاوز فكل ستر ومغفرة يشمل المسامحة والعفو.
  • المغفرة تقتصر فقط على ستر العبد لذنوبه والتغطية عليها، لكن الستر لا يمحو هذا الذنب، فقد يفاجأ العبد به في صحيفته يوم القيامة وإن لم يعاقب عليه.

2. معنى العفو

  • المعنى اللغوي للعفو يتجه إلى الطمس والمحو للشيء، ولذلك فهو أبلغ من الستر والتغطية وأكثر مبالغة، وهو مصدر للفعل عفا.
  • أما المعنى الاصطلاحي للعفو فيدل على مسامحة الله للعبد على ذنوبه ومحوها ومنع العقوبة عنه.
  • الفرق بين العفو والمغفرة هو أن المغفرة أقل درجة من العفو والعفو أكثر مبالغة من المغفرة.
  • العفو فهو المحو وإزالة الذنب من صحيفة العبد محوا تاما.

اقرأ أيضًا: اللهم انك عفو كريم 

ما الفرق بين العفو والمغفرة من الناحية البلاغية؟

الفرق بين العفو والمغفرة

من الفروق البلاغية التي أوردها البلاغيون في الفرق ما بين معنى العفو ومعنى المغفرة من الله تعالى ما يلي:

  • يقول الرازي إن الفرق في نوع العذاب، فالعفو هو منع العقاب الجسدي والعقاب الحسي، أما المغفرة فهي منعا للفضيحة وعذاب النفس والشعور.
  • العفو عند الرازي يوضح أن العبد مستورا عن الفضيحة والخجل يوم القيامة أو في الدنيا، بينما المغفرة تجعله بعيدا عن العذاب في النار أو في القبر أو في الدنيا.
  • ذهب ابن كثير إلى أن العفو والمغفرة كلاهما لفظين يؤديان نفس المعنى، لكن العفو يكون فيما بين العبد وبين ربه فقط، أما المغفرة فيدخل فيها حقوق العباد فتكون بين العبد والعبد.
  • قيل أن المغفرة التي تعني الستر يقصد بها ما بين العباد لأن الستر لا يمكن أن يكون عن الله بل يكون عن العباد فقط، أما محو الذنب والعفو فهو لله فقط.
  • يقول ابن تيمية أن المغفرة تؤدي معنى أكثر بلاغة من حيث التفضل والإقبال على العبد من ربه، فالعفو يشمل إسقاط الحق والمسامحة، بينما المغفرة تقي شر الذنوب.
  • العفو والمغفرة كلا منهما من نعم الله وفضله على العباد فإن الله إذا ستر فلا عقاب، وإن محى الذنب فلا فضيحه.
  • تجدر الإشارة إلى أن هناك فرق كبير بين العفو والذل، فالعفو لا يكون إلا مع القدرة على الانتقام وإيثار ترك الانتقام.
  • العفو لا يكون إلا كرما وجودا وإحسانا ورغبه في اتباع مكارم الاخلاق، أما العجز عن الانتقام وتركه لا يعد عفوا بل هو ذلا وخوفا وإهانة للنفس.
  • الغفران يستلزم إسقاط العقوبة، وإسقاط العقوبه يساوي إيجاب الثواب، أما العفو يستلزم إسقاط الذم واللوم ولا يقتضي ذلك الإسقاط إيجاب الثواب.
  • العفو قد يسبق العقاب وقد يتاخر عنه، أما الغفران فإنه يمنع وقوع العقاب.
  • لا يوصف العفو بأنه عفو إلا إذا كان قادرا على تنفيذ العقاب وإسقاطه.

اقرأ أيضًا: اللهم نسألك العفو والعافية

الفرق بين العفو والمغفرة ابن عثيمين

في اجتهاد كل عالم في تفسير ألفاظ ومعاني القرآن الكريم تظهر استنباطات مختلفة، ويستنبط الإمام ابن عثيمين الاختلاف في المعنيين كالآتي:

  • ذكر أن العفو إذا ذكر منفردا فله معنى مختلف عن العفو إذا ذكر مقرونا بالمغفرة.
  • إذا ذكر العفو منفردا فهو يدل على نفس معنى المغفرة.
  • أما إذا ذكر العفو والمغفرة معا كقوله عفو غفور فإن المعنى يدل على أن العفو يقصد به التسامح عن ترك الفروض والواجبات، والمغفرة هي التسامح عن المحرمات وتكفيرها.

الفرق بين العفو والصفح

الفرق بين العفو والمغفرة يختلف عن الفرق ما بين العفو وبين الصفح، وقد وردت العديد من الآيات القرآنية فيها لفظ الصفح حيث:

  • العفو أبلغ من المغفرة كما ذكرنا، والصفح أبلغ من العفو، لأن الصفح هو ترك العتاب والتثريب.
  • كل من يصفح فقد عفا، ولكن ليس كل من يعفو يصفح، فقد يعفو الإنسان ويسامح ولكن لا يصفح.
  • العفو يدل على أن المسلم قد ترك المؤاخذة بالذنب أو بالفعل مع احتمالية بقاء ذلك الأثر موجودا في النفس.
  • أما الصفح يعني على أنه تجاوز عن الذنب والخطأ بالإضافة إلى أنه قد مُحيَ أثره كاملا من النفس.

اقرأ أيضًا: الى متى يستمر عفو رمضان

أخيرا القرآن الكريم حافل بالمترادفات التي تختلف اختلافا كبيرا في بلاغتها ودلالتها رغم أنها تنتمي لنفس المعنى، ومن ذلك الفرق بين العفو والمغفرة والرحمة والصفح وغير ذلك من المرادفات الإعجازية.


الأسئلة الشائعة

يحرم العفو إذا كان مترتبًا عليه زيادة في الضرر والأذى والسوء، مثل من يعفو عن مجرم وهو يعلم أنه بذلك سيزيد من إجرامه.

العفو ينقسم إلى مراتب ودرجات، وأعلى مرتبة من مراتبه هي الصفح.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *